هذه بعض الامثال العربيه
قراءه ممتعه
1- وافق شن طبقه
إلتقى رجلان وهما في طريق العودة إلى بلادهما من مكان بعيد ولا يعرف أحدهما الآخر وكانا يسيران
على الأقدام متجاورين في نفس الاتجاه ، فقال أحدهما : ما رأيك بأن تحملني وأحملك حتى نصل؟ فرد
عليه الآخر متعجبا : هل جننت يا هذا ؟ فسكت السائل ولزم الصمت واستمرا في السير إلى أن شاهدا
في الطريق رجلا قد فارق الحياة ومن حوله رجال يقومون بالتجهيز لدفنه ، فقال السائل الأول لرفيق
دربه : هل تعتقد أن ه>ا الرجل قد فارق الحياة ؟ فرد الآخر بذهول : كيف تقول هذا وأنت تراهم يكفنونه
ويضعونه في قبره !!
فسكت السائل مرة أخرى وأكملا سيرهما حتى وصلا إلى مشارف البلدة فقال الرجل الذي كان يتلقى
الأسئلة في الطريق : الآن قد وصلنا إلى بلدتي وأرجو أن تقبل دعوتي وتتفضل معي فمنزلي قريب من
هنا ، فرد عليه رفيق دربه : أريد أولا أن أذهب إلى أشرف وأطهر منزل في البلدة ، فبهت الرجل من
كلامه وذهب كل منهما في طريقه ، وعندما وصل الرجل إلى أهله حكى لهم عن غرابة هذا الرجل وما
حصل له في الطريق فقال والده : إن هذا الرجل مجنون ، وقالت ابنته وتدعى ( طبقه ): يا أبتي هذا
الرجل هو الذي أتمناه زوجا لي ، فقال والدها : كيف ترفضين كل الذين تقدموا لخطبتك وتتمنين هذا
المجنون وأنتي لم تريه بعد ؟
فقالت طبقه : يا أبي هذا الرجل ليس مجنونا بل هو حكيما ولكن أخي لم يفهم ما يقصده من كلام طوال
الطريق فهو حين قال ( هل تحملني وأحملك حتى نصل ) كان يقصد أن تحدثني وأحدثك حتى نصل مما
يسهل عليهم قطع الطريق ونسيان مشاقه ، وسؤاله عن الرجل الذي فارق الحياة كان يقصد به هل لديه
أولاد يحملون اسمه بعد موته ويدعون له أم لا ، أما قوله عندما وجه له الدعوة حين وصلا البلدة من
أنه يريد الذهاب إلى أشرف وأطهر بيت في البلدة فكان يقصد بيت الله عز وجل ليؤدي ما عليه من
فروض ثم يأتي إليكم ، وبالفعل صدق تفسير ( طبقه ) وأتى الرجل إليهم وكان اسمه ( شن ) فوافق شن
طبقه وتزوجا ، ثم أصبح ذلك مثلا يضرب في الكثير من المواقف المشابهة .
2- على قد لحافك مد رجليك
ان هناك شاب ورث ثروة طائلة بعد وفاة أبيه وكان هو الوريث الوحيد ولكنه لم يحسن التصرف بهذه
الثروة بل أخذ يبعثرها وأكثر من البذخ والتبذير وكثر أصحاب الرخاء من حوله كثرت سهراتهم عنده
يأكلون ويضحكون ويمتدحونه وبعد مدة نفدت الثروة التي ورثها ولم يعد يملك قوت ليله ، عندها تخلوا
عنه أصحابه وضاقت به الأرض ذرعا فخرج من بلدته باحثا عن عمل يجني منه لقمة العيش وانتهى به
المطاف عند صاحب بستان وافق على استخدامه كعامل، ولكن صاحب البستان لاحظ أن هذا الشاب لا
يعرف العمل ولم يسبق له أن عمل بيده والواضح أنه ابن ترف لكن ألزمته ظروف الدنيا بذلك فسأله
صاحب البستان ماالذي أجبرك على العمل ؟ ومن أنت ؟ فأخبره الشاب بقصته كاملة ، وذهل صاحب
البستان لأنه يعرف والد الشاب وكان صديقا له ويعرف أنه صاحب ثروة كبيرة لا يمكن أن تنفد بهذه
السرعة ثم قال له: لا اريدك أن تعمل وتتعرض للاهانة وأنت ابن فلان ثم عقد له الزواج على ابنته
.أسكنه بيتا غير قريبا منه وأعطاه جملا وقال يا ولدي احتطب وبع وكل من عمل يدك وأنصحك بأن :
(على قد لحافك مد رجليك) وصارت بعد ذلك مثلا يضرب للقناعة بما هو متوفر.
3- إياك أعني واسمعي يا جارة
أول من قال ذلك سهل بن مالك الفزاري، وذلك أنه خرج يريد النعمان فمر ببعض أحياء طيء، فسأل عن
سيد الحي، فقيل له: حارثة ابن لام. فأم رحله فلم يصبه شاهداً، فقالت له أخته: أنزل في الرحب
والسعة. فنزل فأكرمته ولاطفته، ثم خرجت من خبائها، فرأى أجمل أهل دهرها وأكملهم، وكانت عقيلة
قومها، وسيدة نسائها، فوقع في نفسه منها شيء فجعل لا يدري كيف يرسل إليها ولا ما يوافقها من
ذلك، فجلس بفناء الخباء يوماً، وهي تسمع كلامه، فجعل ينشد ويقول:
يا أخت خير البدو والحضاره ... كيف ترين في فتى فزار
أصبح يهوى حرة معطاره ... إياك أعني واسمعي يا جاره
فلما سمعت قوله عرفت أنه أباها يعني، فقالت: ماذا يقول ذي عقل أريب، ولا رأي مصيب، ولا أنف
نجيب، فأقم ما قمت مكرماً، ثم ارتحل متى شئت مسلماً. ويقال أجابته نظماً فقالت:
إني أقول يا فتى فزاره ... لا ابتغي الزوج ولا الدعارة
ولا فراق أهل هذي الجاره ... فارحل إلى أهلك باستخاره
فاستحى الفتى وقال: ما أردت منكراً، واسوأتاه! قالت: صدقت، فكأنها استحيت من تسرعها إلى تهمته،
فارتحل، فأتى النعمان فحياه وأكرمه لما رجع نزل على أخيها، فبينا هو مقيم عندهم تطلعت إليه نفسها،
وكان جميلاً، فأرسلت إليه أن اخطبني أن كان لك إلي حاجة يوماً من الدهر، فإني سريعة إلى ما تريد.
فخطبها وتزوجها وسار بها إلى قومه. يضرب لمن يتكلم بكلام ويريد به شيئاً غيره
اخوكم النمر200