اليمنيون في ماليزياء ...تاريخ عريق وحاضر متالق :نصف مليون يمني يقيمون بماليزياء حسب اخر احصائيات دقيقه اجريت مقدما
فصول دراسيه لدراسة الغه العربيه وتشكيل مجلس للرجال الاعمال اليمنيين والماليزيين
اليمنيون كان لهم الفضل الكثير في نشر الاسلام في تلطق المناطق حتى حدود الصين
تشير آخر احصائية دقيقة أن عدد اليمنيين المقيمين في ماليزيا نصف مليون نسمة وأن أوجه الرعاية بين الوطن وبينهم قد شرعت وزارة المغتربين بالتعاون مع وزارة الخارجية والتنسيق مع سفارة الجمهورية اليمنية في كوالالمبور في مد جسور التواصل قد بدأت عبر السفارة التي افتتحت في كوالالمبور في يناير 1998م قد جاءت مع التحولات الجوهرية لسياسة اليمن الخارجية التي اتسمت بالديناميكية والانفتاح السياسي الوطني والاقليمي والدولي وقد عززت من روابط اليمنيين المقيمين في ماليزيا بوطنهم الاصل وتطورت في مجال الاستثمارات عبر مجلس رجال الاعمال المشترك.
وأكدت التقارير الخاصة بالجالية اليمنية على أن زيارة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية لماليزيا في الفترة من 11-14 فبراير 1998م أعطت دفعة قوية الى الامام لهذا الترابط تم على اثرها توطيد العلاقات اليمنية الماليزية وتوسيع التبادل التجاري وارتفع عدد المسافرين والوفود السياحية ورجال الأعمال، إن الوفود الرسمية من البلدين رفعت من معنويات اليمنيين هناك وجعلتهم يشعرون بالفخر والاعتزاز إزاء السياسة الحكيمة التي تنتهجها اليمن والعلاقة الطيبة التي تربط بلدهم اليمن بوطن الاقامة ماليزية.
الجدير ذكره ان وزارة المغتربين من خلال المراسلات والزيارات التي يقوم بها عدد من قيادتها للجالية هناك عكست التطورات التي يشهدها اليمن وعكست رغبتهم لزيارة مسقط رأسهم ووطن اجدادهم وشجعهم على استغلال فرص الاستثمار الكبيرة والمتاحة لهم داخل الوطن، حيث أن مساهمة الوزارة في فتح فصول لتدريس اللغة العربية وتشكيل مجلس لرجال الاعمال اليمنيين والماليزيين برئاسة الاخ فؤاد هائل سعيد انعم المدير الاقليمي لمجموعة شركات هائل سعيد انعم في منطقة آسيا عززت من أوجه التواصل والتعاون كما ان لقاءات المسؤولين اليمنيين زادت من أوجه التعاون والترابط ويقول محمد أحمد الطشي الوزير المفوض مسؤول شؤون المغتربين بسفارة الجمهورية اليمنية في ماليزيا إن تواجد اليمنيين في ماليزيا مضى عليه قرون وحسب تأكيدات من المؤرخين والباحثين حول تاريخ وصول الاسلام الى ارخبيل الملايا اندونيسيا فقد تضاربت الآراء واختلط الأمر لدى بعضهم بين وجود اليمنيين في هذه الارض والاستقرار فيها وبين قيام كيان بعض الامارات الملاوية ذات الاصول العربية فبكل تأكيد كان استيطان اليمنيين في هذه الأرض قد سبق القرن السادس عشر ميلادي بفترة زمنية طويلة، فالمقيمون حالياً في ماليزيا جاء اسلافهم الى جنوب شرقي آسيا عبر منافذ الهند ابتداء من القرن الثالث عشر وحتى القرن السادس عشر اذ يعتبر هؤلاء لهم الفضل الكبير في نشر الاسلام في المنطقة وحتى حدود الصين.
فالسلوك الطيب والقدوة الحسنة التي تميز بها الدعاة الاوائل ترك اثره الكبير وفعل فعله في نفوس حكام ارخبيل الملايا ورعاياهم اذ تكونت علاقات طيبة بين سلاطين الملايو وطبقة علماء الذين من الوافدين اليمنيين في تلك الحقبة من التاريخ.
وقد وصف المستشرق البريطاني (توماس ارثولد) جهود الطلائع الاولية من رواد الاسلام العرب في المنطقة وخصائصهم السلوكية بقوله إنهم لم يأتوا الى المنطقة غزاة مستعمرين شأنهم شأن الأسبان في القرن السادس عشر كما أنهم لم يحملوا الناس كرهاً بحد السيف على اعتناق الاسلام نسبوا الى انفسهم فضل التمايز ولاتظاهروا بالاستعلاء على سكان البلاد الاصليين وانما جاءوا الى المنطقة تجاراً وحملة علم فسخروا قدرات حضارتهم وذكاءهم الفائق لخدمة دينهم لايرجون من ذلك علوا في الجاه او رفعة في الشأن او وسيلة لجمع الثروة.
ان اليمنيين يتواجدون في شتى مناحي الحياة وفي سائر النشاطات المهنية والتجارية والصناعية في البلاد فمنهم من يتبوأ مناصب حكومية رفيعة المستوى ومنهم من يشغل مناصب رئاسية في بعض الشركات التجارية ومنهم الاساتذة الجامعيون والمحاسبون والمهندسون ورجال الاعمال وغير ذلك ممن يحتاج اليهم المجتمع.
بيد أن المتتبع للبدايات الاولى لهم في ماليزيا يجد ان نشاطهم قد تمركز في المجال التجاري اذ كان الكثير منهم يزاولون مهنة التجارة وكانوا يسمون آنذاك بالتجار العرب المسلمين الأمر الذي عكس نفسه على المواطنين الاصليين حيث ساد الاعتقاد بينهم بأن مهنة التجارة مرتبطة بالعرب اليمنيين وليس خافياً على أحد ان كبار المسؤولين الماليزيين تدار أعمالهم التجارية بواسطة افراد يمنيين وبالفعل كانت هناك الكثير من الأسر اليمنية الكبيرة امثال: اسرة العطاس، الجنيد، ****شي، السقاف، الكاف، العمودي وبن شهاب، بن سميط وباجري وغيرهم ممن شغلوا حيزاً كبيراً في عالم المال والتجارة في ارخبيل الملايا غير أنه مع مرور الوقت وتعاقب العمالة الوافدة من الجنسين الصيني والهندي للعمل في مناجم استخراج الفحم وجني المحاصيل الزراعية مثل المطاط والشاي وغيرهما وتطورت هذه العمالة وبدأت تحسن من أوضاعها الحياتية والمعيشية حتى وصل البعض منهم الى درجة الثراء بدأوا ينافسون التجار العرب اليمنيين ومن ثم بدأ نجمهم يأفل تدريجياً حتى آلت اوضاعهم الحياتية والاجتماعية فلم يعد لهم شأن يذكر في عالم التجارة والمال واصبح الرجل الصيني الذي كان بالأمس القريب مجرد عامل هو الثري المهيمن على التجارة في السوق المحلية بل والاقتصادي الماليزي بشكل عام.
ومع التزايد المستمر لعدد سكان ماليزيا البالغ ثلاثة وعشرين مليون نسمة وفق آخر احصائية وبالتزاوج مع الملاويين والجنسيات العرقية الأخرى إنصهر في المجتمع الجديد ولم يعد يشكل إلاّ نسبة ضئيلة جداً اذ يبلغ عددهم حالياً ما يقارب خمسمائة ألف موزعين على المناطق: جوهور، كوالالمبور، ترتنجانو، بينانج وغيرها من المناطق الاخرى ويشكلون ثمانية مجتمعات يمنية منها ثلاثة في الجنوب وأربعة في شمال البلاد وواحد في العاصمة كوالالمبور اذ تعتبر بفضل الماليزيين ذات الاصول اليمنية إقامة صداقات تحت مسمى جمعية الصداقة الماليزية اليمنية مراعاة لانتماء بعضهم أو جعلهم في الاحزاب السياسية الكبيرة في البلاد.
حيث يوجد جمعيات في كافة ولايات ماليزيا وتحديدا:
-1 الجمعية الخيرية (كلوالالمبور سيلانجور).
-2 جمعية الاخاء الخيرية (ولاية بينانج).
-3 جمعية الامين ( ولاية ترينجانو).
-4 الجمعية الخيرية (ولاية ملاكا).
-5 الجمعية العربية (منطقة موار).
-6 الرابطة العربية (ولاية جهور بارو).
-7 الجمعية الاجتماعية العربية (منطقة بهاتوا بهات).
-8 الجمعية الخيرية (ولاية بيراك).
ومن سمات رقي المجتمع الماليزي الحديث وتطوره اهتمام الحكومة بالمواطنين أرضاً وانساناً على اعتبار انهم الطاقة التي تستمد منهم العزيمة والارادة القوية للتقدم والنمو لمواجهة تحديات العصر ومع هذه الحداثة توفر الحكومة للافراد أسباب العيش الكريم وتمدهم بوسائل الانتاج وتحفزهم على الابداع والابتكار من ذلك أنها جعلت منهم عناصر منتجة وفاعلة في نسيج المجتمع.
ورغم الامتيازات والمغريات التي توفرها الدولة للمواطنين الأصليين في البلاد والمتمثلة في التسهيلات والانتماءات البنكية وحق التعليم وامتلاك العقار وحق العلاج الصحي ومزاولة مهنة التجارة وحق التدرج الوظيفي في الدولة والمؤسسة والشركة يتخلّى الكثير من اليمنيين عن ألقاب أسرهم وعشائرهم الأصلية.
غير أنهم انصهروا في المجتمع الملاوي وأصبحوا لايعرفون إلاّ باسم العرب الملاويين أو عندما يفصح البعض منهم عن هويته وانتمائه الى اليمن الوطن الأم إلا أنهم يحرصون على لمّ الشتات والفرقة فيما بينهم وذلك عبر إقامة التجمعات الصغيرة في إطار الجالية اليمنية واحياء المناسبات الدينية وإقامة حفلات الزفاف والزيارات الأسرية المتبادلة فيما بينهم الأمر الذي جعلهم يعيشون في دائرة ضيقة صغيرة ومع ما تفرضه الظروف المحيطة بهم من عائدات وتقاليد في المجتمع والمتكرر للجميع بين أكثر من زوجه بسبب تسامح الزوجات ووفرة النساء غير ان المحافظين منهم لايحبذن الإرتباط إلا بأبناء جنسهم حفاظاً على لقبهم وحرصاً على عدم تفرق الاسرة.
ولأن العلاقة الحميمة بينهم وبين الجنس الملاوي يحظون بإحترام وتقدير كبيرين بين أوساط السكان الأصليين اذ ينظر إليهم بأنهم ملاوي الجنسية وليسوا أجانب ويتمتعون بكل الإمتيازات آنفة الذكر مثلهم في ذلك مثل المواطن الأصلي المسلم بينما أبناء الجنسيات العرقية الاخرى مثل الصيني والهندي يعتبرون في المرتبة الثانية.
الجميل في الأمر أنه رغم مرور تلك القرون الأولى على استيطانهم في هذه البلاد إلا أنهم مازالوا مهتمين ومتمسكين بمسقط رأس أسلافهم السابقين فالبعض منهم مازال على تواصل مع ابناء عمومته وعشيرته في الوطن الأم اليمن بل إن هناك زيارات متكررة لبعضهم وخاصة في مناسبات الزواج والوفاة والمناسبات الدينية مثل زيارة قبر نبي الله هود عليه السلام في ليلة النصف من شعبان وغيرها من المناسبات الاخرى التي تقام في حضرموت.
ومنذ قيام الوحدة اليمنية المباركة في 22 مايو 1990م بدأ التواصل يعود بقوة بينهم وبين ذويهم وبدأوا منذ ذلك الحين في إرسال أبنائهم الى الداخل لدراسة اللغة العربية وعلوم الفقه والشريعة والمعارف الدينية المختلفة في جامعة حضرموت ودار المصطفى ورباط تريم حضرموت.
حيث أن الاعداد ازدادت وتضاعفت بشكل كبير ويعود السبب الى التواصل المستمر بينهم وبين السفارة التي سعت الى التعريف باليمن وشرح النهج الديمقراطي القائم على التعددية الحزبية والسياسية والتدوال السلمي للسلطة وحرية الرأي والرأي الآخر واحترام حوق الانسان ومشاركة المرأة اليمنية في الحياة السياسية والاقتصادية وجميع المرافق العامة وبما يجري في ارض الواقع والذي تركز عليه في كل اللقاءات بهم.